في خطاب مصوّر صادر عن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو
عبيدة، توجه إلى جماهير شعب فلسطين وأحرار العالم، مؤكداً أن الحرب التي تشنها
قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة مستمرة دون هوادة، وأن المقاومة الفلسطينية
مستعدة لمواصلة المواجهة بكل قوة وعزيمة.
وأشار أبو عبيدة إلى أن "أربعة أشهر مضت منذ أن استأنف
العدو الصهيوني عدوانه الهمجي النازي ضد شعبنا وأهلنا في قطاع غزة، بعد أن غدر
ونقض العهود، وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة في يناير من هذا العام، وعاد
ليبحث عن نصره المزعوم، وليكمل ساديته ضد المدنيين والأطفال، وليمارس هواية
عصاباته في التدمير الممنهج للأحياء والمدن والتجمعات السكانية المدنية."
وأوضح أن هذه المعركة التي تجاوزت الـ21 شهراً، "تجسّد صبر وشجاعة مجاهدي ومقاومي شعبنا وصبر الأنبياء من شعبنا العظيم"، في حين يعاني العدو خزي وعار من جراء صمود شعبنا، مع خذلان مخزٍ من بعض أشقائنا في الأمة. ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حاول "إضفاء قداسة مزيفة على معركته العنصرية النازية من خلال عملية 'عربات جدعون'، ولكن مجاهدينا واجهوا هذه العملية بقوة الله وبسلسلة عمليات 'حجارة داوود'، مستلهمين نصر الله لعبده داوود عليه السلام في مواجهة جالوت الظالم."
وأشار إلى أن المجاهدين "يخوضون مواجهة غير متكافئة
بإيمان منقطع النظير وبأس شديد وعزيمة لا تلين"، حيث أوقعوا خلال الأشهر الماضية
"المئات من جنود العدو بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى آلاف المصابين بالأمراض
النفسية والصدمات، كما تتزايد أعداد الجنود المنتحرين بسبب هول المقاومة وقسوتها."
وبيّن أن مجاهدي المقاومة "يفاجئون العدو بتكتيكات
وأساليب جديدة ومتنوعة، بعد استخلاصهم العبر من أطول حرب في تاريخ شعبنا"،
حيث نفذوا "عمليات نوعية بطولية فريدة، ولا يزالون يستهدفون الآليات بالقذائف
والعبوات، ويلتحمون مباشرة مع العدو، ويقنصون جنوده، ويفجرون المباني وفتحات
الأنفاق والكمائن المركبة."
وحول عمليات الأسر التي نفذها المجاهدون مؤخراً، كشف أن "مجاهدين حاولوا تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود الصهاينة خلال الأسابيع الأخيرة، وكادت بعض هذه العمليات أن تنجح لولا إرادة الله، واستخدام العدو لأسلوب القتل الجماعي لجنوده." وأضاف أن المقاومة "تنتشر عملياتها من شمال القطاع مروراً بالأحياء المختلفة وصولاً إلى خان يونس ورفح، لتصبح مقاومة غزة أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر."
أما عن الموقف المستقبلي للمقاومة، فأكد أن "مجاهدينا
وأخوتنا في فصائل المقاومة على جهوزية تامة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد قوات
الاحتلال مهما كان شكل عدوانه وخططه، وتبايع المجاهدون على الثبات والاثخان في
العدو حتى دحر العدوان أو الشهادة."
وبشأن المفاوضات غير المباشرة على ملف الأسرى، أوضح أنهم
"يراقبون عن كثب ما يجري من مفاوضات، مع أمل أن تسفر عن اتفاق يضمن وقف الحرب
على شعبنا وانسحاب قوات الاحتلال، ولكن إذا تعنّت العدو وتنصل كما في كل مرة، فلن
نضمن العودة مجدداً لصيغة الصفقات الجزئية أو لمقترح الأسرى العشرة."
وفيما يخص الدعم الدولي والإقليمي، أثنى على موقف "شعبنا في اليمن وقوات أنصار الله الذين أذهلوا العالم بثباتهم وصدق مواقفهم مع فلسطين وغزة وأهلها"، كما وجّه التحية إلى كل الأحرار في العالم الذين "يحاولون كسر الحصار ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني رغم المخاطر." لكن مع ذلك، وجّه انتقادًا شديدًا لجهات عدة داخل الأمة العربية والإسلامية، مؤكداً: "نقول للتاريخ وبكل مرارة إن قادة الأمة الإسلامية والعربية وأحزابها وعلمائها هم خصومنا أمام الله، لأنهم خذلوا أطفالنا ونازحينا ومجوعينا، وصمتوا أمام المجازر التي يرتكبها العدو، مما جعل هذا العدو يستمر في ارتكاب الجرائم دون عقاب."
وأضاف أن "نرى جبن وضعف هذا العدو الحقيقي، لكن أكثر ما يؤلم هو خذلان أنظمتنا وقواها، التي تقف متفرجة على دماء إخواننا في فلسطين."كما أدان استخدام الاحتلال "للحلول القذرة كالاعتقال الجماعي، التهجير القسري، والتطهير العرقي المدعوم من الإدارة الأمريكية"، محذراً من مخاطر معسكرات الاعتقال النازية المزمع إقامتها تحت مسميات كاذبة. ووجّه تحذيرًا صارمًا لعملاء الاحتلال، بأن هؤلاء العملاء "ورقة محروقة، وستكون نهايتهم عبرة لكل خائن وجبان"، داعياً إياهم إلى التوبة والرجوع إلى شعبهم قبل فوات الأوان.
وختم أبو عبيدة خطابه بالتأكيد على صلابة الشعب والمجاهدين،
مشدداً على أن "ثباتنا وصبرنا وعطاؤنا هو أشد ما يغيظ أعداءنا، وإن لهذا
الليل آخر لا محالة، والنصر مع الصبر والفرج مع الكرب."
