نص خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: القول الفصل في سلاح المقاومة - شبكة أقطار الإخبارية

تحديثات

Saturday, July 19, 2025

نص خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: القول الفصل في سلاح المقاومة


 يقوم صلاة الليل بشكل دائم. آخر وصاياه أوصى بزيارة عاشوراء ودعاء علقمة. حرص على أن يكون دائمًا محيطًا بعائلته، حرص على السكن بالقرب من المساجد، يصطحب أبناءه إليها منذ الصغر، ويهتم بمتابعة شؤون عائلته. يقرأ الدعاء مع عائلته في ليالي الجمعة والأربعاء. كان يوصي أسرته بالصلاة في أول وقتها، وبقراءة القرآن، وبتتبع المناسبات الدينية


هو شديد الحرص على رضا والديه وبرّهما وزيارتهما. اجتماعي، يحب العمل والثقافة، درس في قم المقدسة لسنتين، وحرص على المشاركة في النشاطات الاجتماعية والكشفية والرياضية. يعني نحن أمام شخصية لها بنية دينية أصيلة، ولها سلوك عملي منسجم مع تعاليم الإسلام. حريص على هذا التوجه الإسلامي العظيم، موالٍ للإمام الخميني قدّس الله روحه الشريفة، ولإمامنا القائد الخامس دام ظله، وهو متعلق بأهل البيت عليهم السلام.


هذه الشخصية هي الشخصية التي كانت في الميدان منذ الصغر، لم يترك الساحة أبدًا، وكان دائمًا في الطليعة في العمل المقاوم الجهادي العظيم. رحمك الله يا حاج أبو الفضل علي عبد المنعم كركي، أنت وإخوانك، التحقت مع سيد شهداء الأمة رضوان الله تعالى عليه في المكان نفسه، وكنت حقيقة عضدًا دائمًا له، وكنت رمزًا للمقاومة. إلى روحك الطاهرة وأرواح الشهداء الأبرار نهدي ثواب السورة المباركة الفاتحة مع الصلاة على محمد وآل محمد.


ندخل إلى الموضوع السياسي، سأتحدث اليوم بشكل أساس عن وضع لبنان والمقاومة في لبنان، والمخططات التي تحاك بحق لبنان، وأجيب عن أسئلة أساسية: ما هي فعالية المقاومة واستمرارها في لبنان؟ ما الذي يجب أن نفعله مع المطالب الدولية والإسرائيلية التي تركز على سحب سلاح المقاومة؟ ما الذي يجب أن نواجهه من أجل أن نرفع من قدرة لبنان ومكانة لبنان، وأن نعيد إعماره، وأن نجعله مستقرًا في محيط فيه الكثير من الأخطار والارتكابات؟


أولًا، هذه المقاومة التي يناقش البعض جدواها والعمل الذي قامت به، يبدو أنه نسي أن هذه المقاومة التي أسسها الإمام الصدر، وأسسها الإمام الخميني قدّس سرّه، وساهم في قوتها وعزيمتها الشهداء والأبرار والقادة، وكان في الطليعة الأمين العام الأسبق سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، ثم العمل الكبير التأسيسي الذي قام به سماحة سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه على مدى 32 عامًا، مع الصفي الهاشمي رضوان الله تعالى عليه.


هذه المقاومة قدمت إنجازات خلال 42 سنة من سنة 1982 إلى سنة 2024. هي أنجزت تحرير لبنان سنة 2000، هي منعت إسرائيل من أن تحتل سنة 2006، هي أدت إلى استقرار لبنان من سنة 2006 إلى 2023، ولم تتمكن إسرائيل من القيام بعدوان على لبنان 17 سنة. هذه إنجازات. الأهم أن المقاومة عطّلت الدولة الإسرائيلية الاستيطانية في جنوب لبنان عبر سعد حداد ولحد. عندما سقطت هذه الدويلة، وحلّ محلّها التحرير.


هذه المقاومة منعت خلال معركة أولي البأس من وصول إسرائيل إلى بيروت، بل منعتها من أن تتقدم مع 75 ألف جندي وضابط إسرائيلي على الخط الحدودي في جنوب لبنان. هذه إنجازات للمقاومة. إنجازات عنوانها الأساسي: التحرير، عنوانها الأساسي: حماية لبنان من الاحتلال، عنوانها الأساسي: منع إسرائيل من الاستيطان، عنوانها الأساسي أيضًا: منع الكيان الإسرائيلي من أن يسيطر على خيارات لبنان ومستقبل لبنان.


هذه إنجازات. يقول البعض: لكن كانت هناك خسائر كبيرة، ولم تستطيعوا أن تردعوا إسرائيل بالمنع من الاستمرار بالعدوان بعد معركة أولي البأس. نقول: هذا صحيح، ما استطعنا أن نمنع إسرائيل من الاستمرار بالعدوان، لكن استطعنا أن نوقفها عند حدّ بالاتفاق الذي عقدته الدولة اللبنانية مع الكيان الإسرائيلي، وأصبح لزامًا على إسرائيل أن تنسحب من الأراضي اللبنانية، وأن توقف عدوانها.

 

هذا الاتفاق أصبح تحت مسؤولية وعهدة الدولة اللبنانية، يعني نحن سلّمنا في هذه المرحلة إلى الدولة اللبنانية، لأنها هي المسؤولة بالأصل، وإنما تصدّت المقاومة عندما لم تكن الدولة حاضرة. عندما أعلنت أنها حاضرة، وأصبحت الظروف مؤاتية من جهتنا ومن جهة الدولة لأن تقوم بهذا العمل، استلمت الدولة هذه المسؤولية. حزب الله نفّذ الاتفاق، اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل في جنوب نهر الليطاني. الدولة اللبنانية نشرت الجيش اللبناني حيث استطاعت في جنوب لبنان، لأن بعض الأماكن لم تسمح إسرائيل للبنان بأن يتقدم، وللجيش اللبناني أن يتقدم.


إذًا، نفذنا كدولة لبنانية، كمقاومة، كحزب الله، مع كل المقاومين، كل ما علينا في الاتفاق، بينما إسرائيل لم تنفّذ شيئًا. الآن، من 7/11/2024 إلى الآن، مرّت 8 أشهر، خلال 8 أشهر العدوان مستمر، حتى الستين يومًا الذين كانوا بعد 27/11 على قاعدة أنهم فترة الانسحاب، لم تلتزم إسرائيل بفترة الانسحاب، وبقيت في خمس نقاط، واستمر العدوان. كل الدنيا تقول إن إسرائيل خرقت 3800 خرق. كل العالم يشير إلى أن إسرائيل لم تلتزم، وأيضًا كل العالم يقولون إن الحزب التزم، ولبنان التزم، وهذا معروف. طبعًا باستثناء أمريكا وإسرائيل.


ما الذي جعل إسرائيل تستمر في عدوانها؟ وما الذي جعل أمريكا تعمل الآن من أجل اتفاق جديد؟ أنا سأكون شفافًا، اكتشفوا أن الاتفاق الذي انعقد فيه مصلحة للبنان واستمرار مقاومته. ولذلك اعتبروا أن المطلوب هو تعديل الاتفاق وتغيير الاتفاق. ذهبوا إلى الضغط الميداني عله يؤدي إلى تعديلات. كل هذا الضغط الميداني الذي قاموا به، وكل هذا العدوان خلال 8 أشهر، لم يغيّر في نتيجة الاتفاق.


يعني، الآن، إذا انسحبت إسرائيل وأوقفت عدوانها، أكيد هذه مصلحة كبيرة للبنان. اليوم، أمريكا تطرح اتفاقًا جديدًا. تعرفون ماذا يعني اتفاق جديد؟ يعني أن كل الإساءات والمخالفات، وعدم تطبيق الاتفاق من قبل العدو الإسرائيلي خلال 8 أشهر، تُنسى، كأنها لم تكن. لأنه يقول لك: "خلص، صرنا أمام اتفاق جديد، شو عم تطالبني بالموضوع القديم؟" لا أحد يطالب بالموضوع القديم، وصار عندنا اتفاق جديد. إذًا، الاتفاق الجديد يبرئ إسرائيل من كل فترة العدوان السابقة.


والأمر الثاني، في الاتفاق الجديد، النصوص والطريقة التي تريدها أمريكا، بحيث أننا نبدأ مجددًا بالمطالبة بنزع السلاح، مقابل بعض الانسحابات الجزئية، وفي أوقات متفاوتة. يعني كمان مطلوب منّا نحن أن نقدم الإضافة، وإسرائيل بدها تصير هي بتقرر إمتى بتقدم. في النص الثاني للمذكرة الكرام، قيل: "في عواقب على الخرق". شو هي العواقب على إسرائيل؟ قال: "إدانة من مجلس الأمن، ومراجعات لفضّ النزاع العسكري." على مين عم تضحكوا أنتم؟


هي أمريكا بطولها وعرضها، مع هوكشتاين، ضمنوا الاتفاق، وضمنوا اللجنة الخماسية، والآن عم يتنصلوا. بعد 8 أشهر قالوا: "نحن ما ضمنا الاتفاق." كذّابين. أنتم ضمنتوا الاتفاق. وإلا، على شو أمريكا راعية؟ وعلى شو أمريكا رئيسة اللجنة؟ ونحن كنا مطلعين على كل الالتزامات السابقة، كان في ضمانة حقيقية، لكن لم تُترجم على الأرض، لأنهم اكتشفوا أن هذا الاتفاق ليس على خاطرهم، ولا يحقق الأهداف التي يريدونها.


شو المبرر الآن لعدم إيقاف العدوان؟ وللحديث عن اتفاق جديد؟ المبرر الوحيد: نزع سلاح حزب الله في كل لبنان. طيب، السؤال: ليش بدكم تنزعوا سلاح حزب الله؟ قال: حتى تطمئن إسرائيل، لأنه هذا مطلب إسرائيلي. يعني، حطوها ببالكم: نزع سلاح حزب الله هو مطلب إسرائيلي. التأخر بأي إجراء من قبل إسرائيل واستمرار العدوان الآن، لأنهم يريدون إسقاط السلاح الذي منعهم من الدخول إلى بيروت، ومنعهم من احتلال لبنان، ومنعهم من أن يحققوا أهدافهم. إذاً، مشروع نزع السلاح الآن، في هذه المرحلة، في كل الأطروحات، هو من أجل إسرائيل.


وإلا بغير هذه الطريقة، كيف ممكن إسرائيل تنسحب؟ نحن نعتبر أن الاتفاق هو الذي يجب أن يُلزمها بالانسحاب. لأنه بعضهم يقول: طيب، ما إذا ما نزعتوا السلاح، ما بتنسحب إسرائيل. ما هي معتدية، ما إلها حق. إسرائيل أن تتدخل... خليني أكون واضح معكم: إسرائيل بتقدر تقول إنه عندي مشكلة اسمها المستوطنات، وهيك كانت عم تقول. طيب، الآن، 8 أشهر، أمن المستوطنات موجود. 8 أشهر ما حصل ولا طلقة. بـ8 أشهر حصل انسحاب من جنوب نهر الليطاني، واستلم الجيش اللبناني، وبيد الدولة اللبنانية. إذاً، خَلُص، انتهى. المطلب الإسرائيلي تحقق. مطلوب يتحقق المطلب اللبناني، اللي هو: إيقاف العدوان والانسحاب الإسرائيلي.


لكم شيء اليوم، نحن ما عم ننظر لإسرائيل أنه عملت عدوان وبكرة بتُظهر إذا نحن عملنا إجراء معين. لا يا جماعة. إسرائيل توسعية. إسرائيل حتى التطبيع اللي عم ينعمل هلأ مع بعض الدول العربية، واللي انعمل مع بعض الدول العربية... طولوا بالكم شوي، ستكتشفون أن هذا التطبيع خطوة من خطوات ضمّ المنطقة إلى إسرائيل. طيب، اليوم، لاحظوا شو عملت إسرائيل بالوضع في سوريا: دمّرت كل القدرة السورية من أولها إلى آخرها، احتلت 600 كلم مربع بمنطقة الجولان والقنيطرة.


القصف اللي عملته بالفترة الأخيرة، بحجة حماية الدروز، وهي كاذبة في ذلك، وصل إلى القصف في داخل دمشق، أكثر من 200 غارة. طيب، ليش عم تعمل إسرائيل هذا العمل في سوريا، بالوقت اللي وين التهديد الموجود من سوريا؟ بالنسبة للتهديد، قال: في تهديد يمكن يحصل من هلأ لبعد 1000 سنة. قال: مطلوب أن سوريا تكون مجرّدة تماماً من السلاح. مطلوب أن سوريا تكون تحت الأوامر الإسرائيلية. يعني، هذا القصف اللي صار مؤخراً، أنت تقول: إسرائيل بتعملوا هيك وما بتعملوا هيك؟ يعني إدارة... إدارة إسرائيلية لسوريا! هل يمكن أن نقبل هذا الأمر في لبنان؟


طيب، يا أخي، ما شفنا شو عم يحصل بغزة؟ إبادة! إبادة شعبية! إبادة جماعية! إبادة للفلسطينيين بإشراف أمريكي مباشر! طيب، تحت أي عنوان؟ قال: هي الإبادة بتحقق أمان إسرائيل! تحت عنوان "أمن إسرائيل"، ما بيضل مخلوق بالمنطقة بيقدر يرفع راسه. تحت عنوان "أمن إسرائيل"، ما بتضل زاوية إلا ويطلبون إنه بدها تفتيش وبدنا نقصفها. تحت عنوان "أمن إسرائيل"، ممنوع حدا يقول لإسرائيل: قول.


بالغرب، وصلوا لمحل إنه العداء للسامية يُعاقب عليه. يعني حتى الكلمة ضد إسرائيل ممنوعة. في الغرب، الكلمة يُسجن عليها الإنسان، تُسحب منه جنسيته... إلى آخره. نحن مش مطلوب بس بدهم يسحبوا السلاح، وبدهم يوقفوا الأخطار كما يقولون، لا... بدهم يعدموا أي قدرة على أي حركة، على أي كلمة، على أي نفس، يمكن أن يصدر في منطقتنا، من أجل أن تتحكم إسرائيل بالكامل وتتوسع.


طيب، ليش قصفت إيران؟ تحت عنوان أنه يوجد نووي سلمي. هذا النووي السلمي بيعتقدوا إنه بده يوصل عسكري، ويشكل خطر على إسرائيل. كل المفتشين أثبتوا بأنه هذا نووي سلمي. لكن إسرائيل، خلص، بتحط عنوان كمبرر. لكن الهدف في الحقيقة: ضرب إيران، لإسقاط إيران، لإسقاط هذه القدرة. الحمد لله، استطاعت إيران أن تقف بقوة، من القيادة إلى الشعب، إلى الحرس، إلى القوى الأمنية، واستطاعت أن تلجم هذا الاجتياح الإسرائيلي الذي يريد أن يصل إلى تلك الأماكن.


طيب، أنا بدي أؤكد وجهة نظري التي تقول إن إسرائيل توسعية وهي خطر حقيقي. الرئيس ترامب قال عن فلسطين وغزة إن إسرائيل دولة صغيرة المساحة، طيب كيف بدها تكبر مساحتها؟ بدها تحتل وتأخذ غيرها. أول طرح إله إنه غزة تصير ريفييرا. ولما بتقاتل إسرائيل وبتقتل وبتعتدي بسوريا أو بلبنان، بنلاحظ دائمًا البيانات الإسرائيلية بتقول بالتنسيق مع أمريكا، بالتنسيق مع القيادة الوسطى، يعني الإدارة كلها أمريكية، والمطلوب أن يكون هناك إسرائيل الكبرى، يعيدوا جغرافيا المنطقة وتقسيمها وخريطتها.


المندوب الأمريكي براك قال إن لبنان على وشك الانقراض إذا لم يلتحق بركب التغيير، يعني مش مقبول يكون لبنان مستقل ورافع راسه، وإلا فمصيره الانقراض. انقراض يعني تسليمه لإسرائيل. وبيتابع يقول إن لبنان يواجه خطر الوقوع في قبض القوى الإقليمية، ما لم تتحرك بيروت لحل مشكلة أسلحة حزب الله، ويضيف إن لبنان بحاجة لحل هذه القضية وإلا فقد يواجه تهديدًا وجوديًا. وفسر في مكان آخر إن السوريين يقولون لبنان منتجعنا على الشاطئ، يعني إلصاقه بسوريا، يعني المشروع واضح.


براك حكى كمان إن الخوف من نزع سلاح حزب الله وامتناع الحكومة اللبنانية عن تنفيذه قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية، يعني تحريض مباشر على الفتنة، وعلى الجيش اللبناني والدولة اللبنانية. عم يقولهم: نزع السلاح هو اللي بيمنع الحرب الأهلية، مش العكس، يعني قلب للحقائق. مشروع تقسيم، مشروع ربط بسوريا، مشروع إسرائيل الكبرى، مشروع توسعي عم يتقدم بخطوات محسوبة.


المسألة مش بس سلاح، المسألة إنه هذا السلاح هو اللي حافظ على لبنان لـ42 سنة، هو اللي حماه ومنع الاحتلال، هو اللي خلّى في كرامة وصمود. بدي أشيله لأنه هيك بيرحمونا؟ لا، مش هيك. يعني عم نعطيهم كل شي بدون مقابل. اليوم حزب الله وحركة أمل والمقاومة عم يعتبروا حالهم خط سيادي بده استقلال لبنان، وبيعتبروا لبنان وطن نهائي، وبيؤمنوا باتفاق الطائف، وبدهم كل اللبنانيين يعيشوا بكرامة.


لكن نحنا اليوم أمام تهديد وجودي حقيقي، مش بس للمقاومة، كمان لكل لبنان، بكل طوائفه. شوفوا شو عم يصير بسوريا، شو عم يصير بغزة، حتى الكنائس ما سلِمت، الذبح على الهوية، وتهديدات من داعش، حتى لو تغيّر شكلها. وأقول لكم أكثر من هيك، إذا في قرار، بيقدروا يجيبوا داعش من شرق لبنان لهون، بهجمات ضخمة، يعني التهديد موجود، والإسرائيلي عم يشتغل، وأذرعه عم تشتغل.


قدام هذا التهديد، لازم نعرفه، نصمد، ونختار كيف نتصدى إله. وبتقديرنا، بقاء قوة المقاومة، والتماسك مع الدولة، وتعاون الكل، هو الطريق لنتجاوز المرحلة. نضغط على أمريكا، فرنسا، والرعاة، لنخرج إسرائيل من لبنان ونطبق الاتفاق. طيب، البعض بيقول: شو بتنفع هاي القوة اللي عندكم؟ لو ما بتنفع، ما كان حدا طلبها. عم يركزوا عليها لأنها فعّالة.


نحنا بنقول: عنا أولًا قوة الموقف والإيمان، وبعدها الإمكانات العسكرية، وهي بتساعد على الدفاع. ممكن ندفع ثمن، بس عندنا أمل بالتصدي، وبفتح باب للحل. أما إذا سلمنا، منخسر كل شيء، وبنصير تحت التوسع الإسرائيلي بلا مقاومة ولا كرامة. أي خيار بنختار؟ عنا خيار ممكن ننتصر فيه، وخيار تاني نتيجته سحق أكيد. نروح للسحق؟ لا.


لبنان اليوم مهدد من ثلاث جهات: إسرائيل من الجنوب، داعش من الشرق، والطغيان الأمريكي من كل الجهات، أمريكا اللي ما أعطتنا شي بلبنان، بس عقوبات ومواعظ وإنجي أووز وتثقيف. الأمريكان ما عم يشتغلوا لمصلحة لبنان، وإسرائيل عم تنفذ أهدافهم، هذا واضح. أنا بقول لشركائنا بالوطن: نحنا ما عم نواجهكم، نحنا نحميكم، وعم نطلب منكم الصبر، لأنه مفهومنا للسلاح غير عنكم.


وانظروا كيف ساعدنا ببناء الدولة، ومشكلتنا مش بالسلاح، مشكلتنا بالخطر الداهم. واجهوا الخطر، وبعدين روحوا ناقشوا المشكلة. العدوان أهم، مواجهة العدوان أهم، وإذا خلصنا منو، نحنا جاهزين للاستراتيجية الدفاعية، ونقاش كل الأمور بشكل وطني. مش هدفنا خدمة إسرائيل، بل هدفنا الدفاع عن بلدنا.


إذا ما قبلتوا، نحنا ما منستسلم، من أبي وقبل الذل؟ مش نحنا. قدمنا تضحيات كتير مشان الكرامة، وقوتنا هي اللي خلت لبنان يوقف، وإيماننا هو اللي حمانا. وما منتراجع، حاضرين للمواجهة على قاعدة النصر أو الشهادة. لا استسلام، لا تسليم لإسرائيل، ولا تنازل تحت التهديد.


مشكلتكم إنكم بتراهنوا على خلاف بين حزب الله وأمل؟ ما في. تعاون استراتيجي، بيئة متماسكة، كلها تضحيات وصبر. بيئة الإمام الصدر، والسيد نصر الله، ما بتخل بمبادئها. وراهنوا كمان على خلاف مع الرؤساء؟ كمان ما في. الرؤساء عندهم حكمة ووعي، وماشيين بتعاون لإخراج البلد من أزماته.


فما تراهنوا على الفتنة، ولا على الخلافات. مدام فينا نفس، إسرائيل ما رح تحقق أهدافها. ليش؟ لأن عنا بيئة شعبية عظيمة، تاريخيًا ما صار مثلها، مستعدة للتضحية من أجل الكرامة والاستقلال. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.