نص البيان "المحذوف" للأزهر الشريف حول مأساة غزة: استغاثة إنسانية ضد التجويع والقتل الوحشي قبل حذفه لأسباب غير معلومة - شبكة أقطار الإخبارية

تحديثات

Thursday, July 24, 2025

نص البيان "المحذوف" للأزهر الشريف حول مأساة غزة: استغاثة إنسانية ضد التجويع والقتل الوحشي قبل حذفه لأسباب غير معلومة


نشر الأزهر بياناً عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الثلاثاء، جاء فيه استغاثة عالمية لإنقاذ أهل غزة من المجاعة والحصار الوحشي الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، مع إدانة شديدة لما يحدث من انتهاكات صارخة لقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.


وقبل حذف البيان لأسباب غير معلومة، أكد الأزهر الشريف في بيانه على وقوف الضمير الإنساني على المحكّ في ظل ما يتعرض له أهالي غزة من قتل الأطفال والنساء بدم بارد، وتجويع متعمد أدى إلى انتشار الجوع والعطش ونفاد الدواء، بالإضافة إلى استهداف المستشفيات والمرافق الطبية مما يزيد من معاناة المرضى والمصابين.


وأشار البيان إلى أن هذا التجويع والقتل يعد جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، محملاً كل من يمد الاحتلال بالسلاح أو يشجعه سياسياً أو إعلامياً مسؤولية شراكتهم في هذه الجريمة، وداعياً المجتمع الدولي والجهات الفاعلة لوقف هذه الانتهاكات فوراً، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية وإغاثة المدنيين.


نص البيان الكامل كما ورد من الأزهر الشريف:

يُعلنُ الأزهر الشريف أنَّ الضمير الإنساني اليوم يقف على المحكِّ وهو يرى آلاف الأطفال والأبرياء ‏يُقتَلون بدمٍ باردٍ، وأنَّ مَن ينجو منهم من القتلِ يَلْقَى حتفه بسببِ الجوع والعطش والجفاف، ونفاد الدواء، وتوقف المراكز الطبية عن إنقاذهم من موتٍ مُحقَّقٍ.


ويشدد الأزهر على أن ما يُمارسه هذا الاحتلال البغيض من تجويعٍ قاتلٍ ومُتعمَّد لأهل غزَّة المُسالمين، وهم يبحثون عن ‏كسرة من الخُبز الفُتات، أو كوب من الماء، ويستهدف بالرصاص الحي مواقع إيواء النازحين، ومراكز توزيع ‏المساعدات الإنسانيَّة والإغاثيَّة لهو جريمةُ إبادةٍ جماعيةٍ مُكتملة الأركان، وأنَّ مَن يمد هذا الكيان بالسلاحِ، ‏أو يُشجِّعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريكٌ له في هذه الإبادة، وسوف يحاسبهم الحَكَم العدل، ‏والمنتقم الجبَّار، يومَ لا ينفعُ مال ولا بنون، وعلى هؤلاء الذين يساندونهم أن يتذكَّروا ‏جيدًا الحكمة الخالدة التي تقول: "أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض".


إنَّ الأزهر الشريف وهو يغالب أحزانه وآلامه، ليستصرخ القوى الفاعلة والمؤثرة أن تبذل أقصى ما تستطيع ‏لصدِّ هذا الكيان الوحشي، وإرغامه على وقف عمليات القتل الممنهجة، وإدخال المساعدات الإنسانية ‏والإغاثية بشكلٍ فوريٍّ، وفتح كل الطرق لعلاج المرضى والمصابين الذين تفاقمت حالتهم الصحية؛ نتيجة ‏استهداف الاحتلال للمستشفيات والمرافق الطبية، في انتهاك صارخ لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.‏


هذا؛ وإنَّ الأزهر الشَّريف ليبرأ أمام الله من هذا الصَّمت العالمي المُريب، ومِن تقاعسٍ دوليٍّ مخزٍ لنُصرةِ ‏هذا الشَّعب الأعزل، ومن أي دعوة لتهجير أهل غزة من أرضهم، ومن كل مَن يقبل بهذه الدعوات أو يتجاوب معها، ويحمِّل كل داعم لهذا العدوان مسؤولية الدماء التي تُسفك، والأرواح التي تُزهق، ‏والبطون التي تتضوَّر جوعًا في غزة الجريحة، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾.


هذا؛ وإنَّ الأزهر الشريف ليدعو كل مسلم أن يواظب على الدعاء لنصرة المظلوم بدعاء نبينا الذي تحصَّن ‏به:
"
اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَاب، ومُجْرِيَ السَّحَاب، وهَازِمَ الأحْزَاب، اهْزِمْهُمْ وانْصُرنا عليهم".