بعد نشره ثم حذفه.. لماذا سحب الأزهر بيانه القوي بشأن غزة؟ الأسباب والتداعيات والنص المعدل - شبكة أقطار الإخبارية

تحديثات

Thursday, July 24, 2025

بعد نشره ثم حذفه.. لماذا سحب الأزهر بيانه القوي بشأن غزة؟ الأسباب والتداعيات والنص المعدل


فوجئ متابعو حسابات الأزهر الشريف على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء، بنشر بيان رسمي قوي يدين فيه بشدة ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن يُحذف لاحقًا دون توضيح فوري، ما أثار جدلًا واسعًا ودفع كثيرين للتساؤل عن دوافع الحذف في هذا التوقيت الحرج.


البيان الذي وصف معاناة سكان غزة جراء الحصار والمجاعة بـ"الكارثة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلاً"، حمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة، ووجّه نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين. كما اعتبر كل من يمدّ الاحتلال بالسلاح أو الدعم السياسي "شريكًا في الإبادة".


وفي وقت لاحق، وبناءً على توضيح المركز الإعلامي للأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على منصة "إكس" (@alazhar) ، جاء في البيان التوضيحي أن سحب البيان جاء بدافع "المسؤولية أمام الله"، وتجنبًا لأي تأثير سلبي قد يُحدثه البيان على المفاوضات الجارية بشأن هدنة إنسانية تهدف لوقف شلال الدم في القطاع. وأكد الأزهر أنه آثر مصلحة حقن الدماء وإنجاح جهود التهدئة على التمسك بالبيان، مكررًا دعاءه لأهل غزة بالصبر والصمود.


وقد اعتبر مراقبون، بحسب ما أوردته شبكة "سي إن إن عربية"، أن الحذف يعكس توازنًا دقيقًا تحاول المؤسسة الأزهرية أن تحافظ عليه، بين دورها الديني كصوت ضمير للأمة، وبين حسابات الواقع السياسي والدبلوماسي الذي تمر به مصر والمنطقة عمومًا.


نص البيان الجديد:


"يتابع الأزهر الشريف بقلق بالغ ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من ويلات الحرب والدمار والقتل والتجويع، ويؤكد أن هذه المآسي تُعد جرحًا غائرًا في ضمير الإنسانية، وانتهاكًا صارخًا لكل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية.


ويجدد الأزهر دعوته إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية والإنسانية للقيام بواجبهم الأخلاقي والإنساني تجاه أهل غزة المحاصرين، والعمل على إدخال المساعدات الغذائية والطبية، وفتح المعابر لعلاج المرضى والمصابين.


كما يشدد الأزهر على رفضه التام لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقهم في أرضهم، ويؤكد أن هذه القضية ستظل حية في وجدان الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء."