استضافت قناة العربية الدكتور غازي حمد، عضو وفد حركة حماس في
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، في مقابلة تناولت تفاصيل المفاوضات والتحديات
التي واجهتها الحركة في سبيل التوصل إلى اتفاق. خلال اللقاء، أوضح الدكتور غازي أن
حركة حماس كانت دائمًا تقدم مواقف إيجابية ومرنة من أجل تحقيق وقف إطلاق النار،
مشددًا على أن "حماس كانت دوماً جديّة ومهتمة بأن تصل إلى اتفاق"،
مؤكدًا أن الانسحاب المفاجئ للوفد الإسرائيلي وتصريحات الرئيس الأمريكي التي اتهمت
الحركة بتعطيل المفاوضات كانت "غير مبررة ولا منطقية ولا أساس لها".
وفي ملف المساعدات الإنسانية، أكد أن الاحتلال حاول فرض قيود
صارمة، حيث قال: "كانت إسرائيل تريد أن تتحكم في المواد والدول والمؤسسات
التي تستلم المساعدات"، لكن الحركة استطاعت بثباتها وصمودها وقدرتها على
إدارة الأمور أن تعيد "الأمور إلى نصابها"، بحيث تصل المساعدات
"لكل أبناء الشعب الفلسطيني بكميات مناسبة حسب ما ورد في اتفاق 19 يناير
2025". وأضاف أن هذه المساعدات ستُرسل عبر الأمم المتحدة والهلال الأحمر
الفلسطيني والمؤسسات الدولية التي كانت تعمل في غزة قبل مارس.
أما في موضوع الخرائط، أشار إلى أن الاحتلال أراد السيطرة على
"40 إلى 50% من مساحة قطاع غزة" مع توسيع المناطق العازلة، مضيفًا:
"قاتلنا بشراسة وبقوة من أجل منع تغول الاحتلال وفرض مناطق عازلة واسعة في
القطاع"، مؤكدًا نجاح الحركة في دفع الاحتلال إلى التراجع ووضع رؤية مقبولة
يمكن التعاطي معها في الاتفاق المؤقت لمدة 60 يومًا.
وحول عودة الحرب، بيّن أن إسرائيل كانت "تريد أن يظل
الباب مفتوحًا لعودة الحرب" وأن الحركة "قاتلت مرارًا من أجل سد هذا
الباب". وفي ملف الأسرى، أوضح أن الهدف الأساسي هو "وقف الحرب والعدوان
على شعبنا الفلسطيني"، مع التركيز على إطلاق "أكبر عدد ممكن من
الأسرى" خاصة من أهل قطاع غزة. واعتبر أن الحركة قدمت "مرونة عالية
ومسؤولية وطنية كبيرة"، لكنها رفضت التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وفيما يتعلق بالضمانات، قال إن الاتفاق الجاري صياغته
"يتحدث بوضوح عن استمرار المفاوضات بعد 60 يومًا"، لكنه أشار إلى أن
الاحتلال "ثبت أنه يغدر ويخرق الاتفاقات"، محذرًا من أن الحماية الفعالة
للاتفاق تتطلب "تضافر الجهود من الدول العربية والمجتمع الدولي".
ووصف موقف الاحتلال بأنه يسعى إلى "تدمير قطاع غزة
والقضاء على المقاومة"، لكنه أكد أن ذلك لم يؤدِ إلى كسر إرادة الفلسطينيين،
مضيفًا: "نموذج أهل غزة فريد في الصبر والصمود والشجاعة، لم نجد مثله عبر
التاريخ". وردًا على الاتهامات التي تقول إن حماس ستخرج من المعادلة
السياسية، أكد أن الحركة "لا تزال شوكة في حلق العدو"، وأن الاحتلال فشل
في فرض واقع جديد في غزة.
وفي الختام، شدد الدكتور غازي على أن الحركة تواصل جهودها
لإنهاء العدوان وتأمين وصول المساعدات وتحقيق حياة كريمة لشعب فلسطين، داعيًا
المجتمع الدولي والدول العربية إلى "التحرك بقوة ضد الاحتلال"، مؤكدًا
أن "الصمت على ما يجري في غزة وصمة عار في جبين الإنسانية".
