أكد الرئيس السوري أحمد الشرع في خطاب رسمي متلفز أن
الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء شكّلت "انعطافًا خطيرًا في الوضع الأمني
والسياسي في سوريا"، معربًا عن قلقه العميق من تصاعد النزاعات بين مجموعات
خارجة عن القانون والبدو، والتي أدت إلى تفاقم الأوضاع بشكل غير مسبوق.
وأشار الشرع إلى أن "الاشتباكات
العنيفة كادت تخرج عن السيطرة لولا تدخل الدولة السورية التي تمكنت من تهدئة
الأوضاع رغم صعوبتها"، لكنه لفت إلى أن "التدخل الإسرائيلي أعاد توتر
الأحداث ودفع البلاد إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها".
وفي تبرير فشل الوضع الأمني، أكد أن
"المصالح الضيقة لبعض الأفراد في السويداء ساهمت في حرف البوصلة، حيث ظهرت
طموحات انفصالية لدى بعض الشخصيات التي استقوت بالخارج وقادت مجموعات مسلحة تمارس
القتل والتنكيل بشكل متسارع". وأضاف أن هذه التصرفات "لا تصب في مصلحة
السوريين بل تزيد الأزمة وتهدد وحدة البلاد".
كما أثنى الرئيس الشرع على
"العشائر العربية في سوريا التي لطالما كانت رمزا للقيم النبيلة ووقفت إلى
جانب الدولة في مختلف المواقف الوطنية"، مشيرًا إلى أن "بعض المجموعات
حاولت الدفاع عن نفسها بشكل منفرد، لكن لا بد من التأكيد أن الدولة وحدها القادرة
على حفظ الأمن وإدارة شؤون البلاد".
وحث الشرع العشائر على "الالتزام
التام بوقف إطلاق النار والامتثال لأوامر الدولة، لأن اللحظة تتطلب وحدة الصف
والتعاون للحفاظ على الوطن من التدخلات الخارجية والفتن الداخلية".
كما أثنى على الدور الدولي في دعم
الاستقرار، قائلاً: "نشكر الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة والدول
العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي وروسيا والصين في رفض القصف الإسرائيلي
والانتهاكات المتكررة للسيادة السورية، وهذا يعكس حرص الشركاء الدوليين على
استقرار سوريا وسيادتها".
وشدد على أن "محاولة تحميل
الطائفة الدرزية بأكملها مسؤولية تصرفات فئة قليلة هو ظلم غير مبرر"، مؤكدًا
أن "الدروز يشكلون ركنًا أساسيًا في النسيج الوطني السوري، وأن أي محاولة
لتفكيك وحدة الشعب السوري أو إقصاء أي مكون تهدد استقرار البلاد".
فيما أكد أن "الدولة السورية
ماضية في حماية جميع الأقليات والطوائف ومحاسبة كل من يخل بالأمن، ولن يفلت أحد من
العقاب"، داعيًا أبناء الدروز والبدو إلى "الحرص على بعضهم البعض،
فالروابط التي تجمعهم أعمق وأقوى من أي خلاف طارئ".
وختم الرئيس الشرع خطابه بالتأكيد على
أن "سوريا ليست ميدانًا لمشاريع التقسيم والانفصال، وأن العودة إلى جادة
الصواب والالتقاء على أرضية وطنية جامعة هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل مستقر".
كما استذكر "شهداء الوطن الذين قدّموا أرواحهم دفاعًا عن وحدة الأرض ونصرة
المظلومين".
